الأربعاء، 5 مارس 2008

حتى أنت يا فيزا!!!!


"آخد تاكسي ولا قطر؟؟"، بعد أن أنهيت مهمتي بسلام، وأوصلت تقريري الصوتي الأول، وجدت نفسي متعبة للغاية.. بعد أن سرت طويلاً حاملة حقيبة ثقيلة على ظهري وساحبة واحدة أثقل ورائي.. فقررت أن أسمع كلام زوجي وآخذ القطار، خاصة بعد أن لاحظت أنها مسافة قصيرة، وليس من المفترض أن تكلف كثيراً.. فقلت، حتى ولو لم يدفعها العمل لي، فسأدفعها أنا.. وآخذت أسأل قائدي سيارات الأجرة حتى أجد أحدهم يقبل الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية:: أول واحد قالي لو أكثر من 5 يورو.. وطلب مني العنوان، ففوجئت إن العنوان مش معايا.. "الظاهر نسيته مع الشاب بتاع مكتب الصحفيين لما كنت بأسأله أركب إيه عشان أروح هناك"... و"تاكسي الصحفيين مش واقف، وغالباً مش هيجي قريب عشان احنا بالليل.. لازم أرجع مشي بكل الشيلة دي... واضح إن النهارده مش يومي".... وعدت في الطريق إلى مركز الصحافة، وكدت أطير من شدة الرياح في إحدى اللحظات.. إلى أن تمكنت من الوصول إلى المكتب، ووجدت العنوان عنده.. فأخذته وعدت به، وأخذت أسأل سائقا ً تلو الآخر، وافق أحدهم، وكان يبدو آسيوياً، لكنه قال لي إنه لا يستطيع أن يتحرك قبل أن يتحرك التاكسي أمامه لأنه في منتصف صف سيارات الأجرة الطويل، وأضاف أنه سيأخذني إن لم أجد شخصاً آخر.. وذهبت لآخر الصف، حتى يمكن للسائق أن يتحرك.. وأكدت عليه أنه ليس معي أية نقود وأنه يجب علي الدفع بالفيزا، وفي البداية لم يكن مرحباً وقال لي إنها مسافة قصيرة ولذلك لم يقبل الآخرون نقلك.. ولكنه في النهاية وافق، ودخلت السيارة وأخذ يسير ويسير، وأنا أتساءل، لم يكن يبدو ألمانياً وسألني من أين أنا.. وشككت فيه، لا أعرف لماذا، ربما لأن المسافة زادت، وهو الذي قال إنها مسافة قصيرة... لكني في النهاية ارتحت نفسي عندما وجدت اسم الشارع.. وإن كنت سرعان ما قلقت مجدداً، فهو لا يعرف كيف يستخدم البطاقة (أو ربما يدعي ذلك)، وقد كرر رقم البطاقة عدة مرات، وأعطاها لأحد الأشخاص.. الأمر الذي زاد من قلقي.. لكن قبل هذا وذاك قلقت لأن كارت الفيزا لم يعمل: "طب والعمل؟؟؟؟، ده أنا كده اتوحلت".. .وقال لي :"يجب أن آخذك الآن إلى أحد البنوك وتسحبي نقود بالفيزا...." "ماكنش حد غلب!!!!!، ما هي دي مشكلتي من الصبح!!!"، طبعاً لم أقل كل هذا، لكني قلت له إني لا أجد سبباً لعدم كون البطاقة تعمل.. وتوصل لحل أن أطلب من السيدة التي سأقضي مدة إقامتي عندها أن تدفع لي.. وفي الحقيقة، لم أتخيل أنها ستوافق، فهي لا تعرفني.. وهو ما قلته للسائق.. لكنها وافقت وبكل بساطة وأتت بالعشرة يورو وستين سنت.... وأنا كنت في غاية الخجل,,, "باكره التكنولوجيا جدا,.. أو بمعنى أصح باكره الاعتماد الكلي عليها... "

هناك تعليق واحد:

محمد جلمد يقول...

بصراحة الاعتماد علي بطاقات الإئتمان بيضع أحياناً في مواقف محرجة ، علشان كدة لازم الشخص يكون معاه مثلاً 50 دولار أو يورو في محفظته علي جنب للطواريء.
والحمد لله أن مضيفتك دفعت وإلا محدش عارف كان إيه حيحصل.