الأربعاء، 5 مارس 2008

في الطريق إلى معرض التكنولوجيا.. أكره التكنولوجيا..


لم يكن معي نقود، فقد كنت مشغولة بعطلة نهاية الأسبوع مع ضيوفي في المنزل، وطلبت من زوجي نقود قبل أن أذهب إلى المحطة، وهو في طريقه إلى المطار، لكنه هو أيضاً لم يكن معه سوى عشرة يورو، فقلت له: "خليهم معاك.. أنا كده كده هاسحب فلوس".. وكانت الخطة أن أقوم بسحب النقود قبل أن أذهب للمحطة، لأتمكن من شرب القهوة الساخنة في هذا الجو البارد وأنا في طريقي في القطار.. أو ربما آكل شيئاً في مطعم القطار الشهي.. ولكني تأخرت في المكتب، إلى أن انتهيت من قصة الحاسب الآلي، وتمكنت أخيراً من فتحي.. فقلت لنفسي: "مفيش مشكلة، وكويس إني محضرة ساندويتشات ومعايا مية..ويمكن يكون معايا فكة تنفع لل"قهوة الساخنة".. ففتحت محفظة نقودي، لأرى كم معي من الفكة.. وإذ بي أملك أربعة يورو.. "كويس ممكن أشرب قهوة".. وإذ بي أفاجئ بأنني لا أجد بطاقة البنك الخاصة بسحب الأموال.. وإذ بي أبحث وأبحث ولا أجدها... قبل أن أخرج من المنزل، تأكدت أكثر من مرة من وجود كل شيء.. ما عدا هذه البطاقة الملعونة.. فهي دائماً في حافظتي... لكنها اختفت، ربما نسيتها في إحدى شنطي أثناء شراء المأكولات من السوبر ماركت؟؟ وربما نسيتها في أحد جيوبي؟ ولسوء الحظ اخترت أن آخذ معي شنطة جديدة أكبر ومعطف جديد,. "يعني مفيش فايدة حتى ألاقيها بالصدفة".. وإذ بي أفكر كيف سآكل أو أشرب أو أدفع ثمن الغرفة المؤجرة.. حمداً لله، معي كارت الفيزا، ولكني لا أعرف رقمه السري، لأني لم أستعمله أبداً في سحب الأموال.. وحتى وضع الشنطة ثقيلة الوزن، التي أحملها في أحد المخازن، حتى لا أضطر أن أسير بها في كل مكان يحتاج إلى مال.. ولأول مرة أكون معتمدة كلياً على البطاقات وأجدني أؤنب نفسي على اعتمادي على "التكنولوجيا"، بعد أن كان مبدأي دائماً: "معايا قرش في جيبي، أشتري به، معيش خلاص.... "، ويبدو أن هذا المبدأ لن يتغير بعد الآن، بعد هذه التجربة الأليمة..

ليست هناك تعليقات: